Friday, February 23, 2007

الحكيم

لم اذكر اى يوم كان و لا اذكر الى اين تشير عقارب الساعة



كل ما اذكره هو احساسى المبهم الغامض و الذى حاولت مرارا ان افهمه فلم افلح




شعرت انى واقف موقف العجز و لربى انه لابشع تعذيب اتعرض له على يد اعظم خبير و هذا الخبير هو



نفسى




توضات و صليت فرضى و شعرت بثقل يجسم على صدرى و انا اعرف الحل السحرى نعم



كتاب الله



فتحت فقراءت فاستدركت فذكرت فاطمن فوادى و هدا عقلى و استكان منى سمعى و بصرى



و رقدت فى سريرى و ذكرت رب العباد فاتانى النوم على استحياء و كانه يلعن نفسه الف لمرة لانه قطع ذكرى لله




انسان عادى انا انسان ذو عيوب انا انسان يتمنى انا انسان مكافح انا



انسان يتمنى الحب انا



نمت و كانى لا اعرف النوم من ذى قبل



استيقظت و لكنى لم اكن بسريرى كنت فى مكان باهر الحسن و الجمال



كل شئ متكامل و كل شئ فى موضعه كان بهو واسع ارضيته من الرخام الاسود و اعمدة من البياض لونها و سقف ذو نقوش و بياض يسرق الالباب



و اثناء انبهارى بالمكان و الذى كانت هناك نافورة جميلة تبعث اصوات تكاد تكون احلى من احلى ما قد تسمع فى حياتك



لم الحظ العرش و ذلك الشخص الابيض الوجه و الملامح و اللحية الجالس فوقه و يرتدى ثوبا ابيضا فضفاضا


تبسم فى وجهى لما رايته و قالى لى تقدم لا تخف انا حكيم الزمان



اقتربت بحذر متخوفا من ما ارى و قال لى اجلس و اعلم ان هذا بيت اللاكذب و اللانفاق و اللارياء



انه بيت الحق




اخبرنى ما تشعر فقلت له بالسعادة من جمال المكان فارتج على قائلا قلت لا كذب



انت حزين من ذلك الشعور المبهم الغامض و اسمع منى نصيحتى انسى هذا الشعور تماما



استرديت الوعى و انفجرت طاقات عقلى و ازداد انخفاق قلبى و تحفزت كلى خلايا جسدى و حواسى و كادت عينى ان تقتله من نظراتها



فاجبت فى استنكار انسى فقال نعم تنسى



فاحبت بكل برود الكون أمخبول انت يارجل فانطلق الشرر من عينه و توقف شعر راسه الابيض و وقف من على عرشه و دق الارض بعصا كانت فى يسراه لم الحظها سالفا و قال


انا حكيم الزمان أتتهمنى بالجنون اى مجنون انت



قلت له بل اى مجنون انت


قلت له انا اعلم ذلك الشعور و اعلم انى فى ابتلاء الان من ربى أاصبر و استحق ام استسلم و هذا ليس من شيمتى


جلس و قال لى فى استخفاف اذن فاسرد علي



قلت له ذلك حب لانسانة عرفت معنى النقاء اذا طلبت اطاعت و اذا اخطأت سامحت و اذا تحدثت سمعت و اذا نهيت اعرضت



روح ما وجدت مثلها الان و لن تجد مثلها بعد الان



قال الحكيم بعدما اهتزت ثقته كتيرا



ماذا تريد منها



قلت الصبر و المساعدة



فسال و ماذا تريد ان تسمع منها



قلت كلمة ((نحم)) و احفظنى يحفظك الله




فسال و ماذ تريد ان ترى منها



قلت كل خير و ان تعيننى على الخير




فسال و ماذا تتمنى منها




قلت الثقة و ان ترضى عنى و ان تكون اهلا للمسئولية و انا تكون معينتى على
دينى و دنياى



فسال و ماذا تطلب منها


العفو و الغفران اذا اخطأت فى حقها و ان تطلب المساعدة منى اذا ما احتاجت لها



و ماذا تتمنى فى الدنيا


قلت ان اقضى مدتى فى طاعة ربى و ان تعيننى على هذا


و ماذا تتمنى فى الاخرة


قلت لو دلخت الجنة اتمنى ان تتشكى منى الحور العين الى ربى



فتعجب من قولى و نظر لى متعجبا



قلت الاتعلم ان زوجة الدنيا تاتى احلى من الحور العين و تلهينى عن الجنة و نعيمها



فقال بلى



قلت و هى فى نظرى احلى من اى شئ فى الدنيا




فما بالك و هى فى الجنة





بدات الارضية السوداء تتلون باللون الابيض و بدا اللون يزحف من تحت اقدامى و بدا الرجل و كانما سيصاب بازمة قلبية او سكتة مخية و بدات معالم التعب و الالم تظهر عليه



و قال كيف هذا


قلت له لو انى اخدت ادور فى الكون كله على قدمى باحثا عن انثى بها واحد من المليار منها ما وجدت



كانت القاضية




سقط الرجل ارضا و انتشر اللون الابيض فى الارضية السوداء كانتشار سم زعاف فى دماء الضحية



وقال لم ارى فى حياتى مثل هذا من انت



قلت له



انا خليفة الله فى ارضه






انشتر فجأة لون ابيض عمى بصرى و اغلقت عينى حتى لا اتضرر



و سمعت صوتا ينادى يا بنى قد منحك الله مالم يمنحه احد فحافظ عليه و لاتقرب المعاصى و استغفر الله و داوم على فروضك و اطلب من الله فانه قريب منك و اقرب من حبل الوريد




و ابتسم فلقد هزمت حكيم الزمان بقلبك الذى لا يعرف الغش و لا الخديعة


و هزمت حكيم الزمان بقلبك العامر بالايمان و ان كان فى بعض الوقت يختفى ظاهرا ولكنه موجود و هذا القلب ايضا ملئ بجبها فهنيئا لك


و لاتنسى


ان الله مع الصابرين





و فجأة استيقظت من نومى و لم ادر ان هذا حلما و لم استطيع ان اتبين وجه ذلك المنادى نظرت فى الساعة و اشارت العقارب الى بزوغ الفجر



و تردد الصوت فى عقلى


ذكر الله القران الصلاة الدعاء



اكرمك الله



انتقلت ابتسامة عظيمة الى وجهى و قلت الحمد لله



و انطلقت من السرير الى الحمام فى سرعة يكاد يلهت معها الضوء نفسه توضأت وصليت و دعوت و انا موقن بالاجابة




واتمنى من كل اعماق قلبى ان يستجيب الله دعوتى





و تذكرت تلك اللحظة التى هزمت فيها الحكيم



حكيم الزمان












4 comments:

زحل الفلكي said...

بص انا حقولك كلمتين بس

يا حكيم

MohammedSaleh said...



لا يا سوبرنوفا

مش عايز ابقى الحكيم

انا عايز ابقى اللى هزم الحكيم


فوكيره said...

ما احلاه الدعاء بيقين

ما احلاه هذا الشعور الداخلى بالرضا

وكانك تشعر بريش نعام يستقر بدخلك

ويظن من حولك

ان ما بك هو العكس

وفي مرحله معينه تصل الى هذا اليقين

فيزداد احساسك بالرضا

ويقضى على كل الظلام

ليتركك في عالم من البيــاض

ادامه الله عليك

ومن عليك بها ... لتكونوا سويا في طريق الرضا واليقين

همسة شذا said...
This comment has been removed by the author.