Friday, February 9, 2007

مارد كامن

جلست انتظر فى لهفة و الوقت يمر بابطئ اشكاله اذان الفجر كى استطيع ان اخرج من المنزل فى تلك الساعة من جوف الليل






نعم كانت ليلة عصيبة كانت اخر ما اتمنى ان اراه يحدث و لكنه القدر و قد حدث



لم اتصور ان الخلاف بيننا قد يقوم لكنى احسست ان فى الامر ما شئ خطأ








راجعت الامور و استرجعت الافكار و لكن تبين لى شئ هام شئ رفضت دوما ان اعترف به








لم اعد قادرا على استخدام عقلى كما ينبغى على ان استخدمه لم اعد استطيع ان احل المشاكل كما اعتدت سابقا لم استطيع ان افعل اكثر مما فعلت سابقا


و لهذا توقف التفكير تماما بالرغم منى و استكنت فى هدوء و للحظة لم اتوقعها انقلبت مقادير الامور ووقف عقلى منى موقف المحقق و سالنى









الست انت سببا لم انا اعانيه الست انت سببا فى فقدى لقدرتى الست انت سببا لمعاناتى








و استمر يسال الى درجة انى احتاج الى جريدة كى تحوى نصفها و نظرت فى ساعة معصمى كانت الساعة تشير الى مرور ثلاث ثوان








يالهى ما هذا الوحش الكامن داخل عقولنا







و لشدة عجرى و ذلى امامه لم ارد






و بدا هو يتولى مقاليد الامور و كاد قلبى ان يتوقف ذلك الذى اكاد احيا بسببه و بسبب وجوده








و لشدة ما مارسه عقلى من ضغط على قلبى طلب منى قلبى الرحمة لاجيبه على اسئلته و نظرت ايضا فى ساعة معصمى سبع ثوان اخرى و بحسبة منطقية سليمة سافقد نصف اجهزتى الحيوية فى غضون دقيقة لو لم اجبه







رفعت راسى المنكس من على كتفى و استند ظهرى الى الحائط و قامت باعتى ما استطيع من قوة و من مقدرة و طلب منى اجابة صريحة و كان قلبى يلفظ انفاسه الاخيرة






و اجبته و كلى فخر و بكل هدوء







انا احب





نظر لى باستهجان و استنكار شديدين و متعجبا من ردى الذى طالما اخفيته

و لكن الوقت لا يسمح الان بمثل هذه الالعاب






و كما تعلمت سابقا






المواجهة المباشرة هى اقصر الطرق للنصر







و هذا هو ما استقر عليه رايى لما جاوبته







لم يتوقع تلك الصراحة المباشرة و التى اربكته و حاول ان يعيد حساباته حينما قلت




و هذه هى وظيفة قلبى و لا يحق لك ان تقتله لمجرد انه قد سلبك قدرتك بعض الوقت و بدا عقلى محاولا التاثير على ليذكرنى بفشل قريب كان ايضا نتيجة قلبى و هنا انفجرت ضاحكا و لم اتمالك نفسى من الضحك و لما هدات سالنى لما اضحك و قد اموت الان











قلت له لانك انت اخطات اولا و ليس انا و هذا المسكين بين يديك نفذ ما اتفقنا عليه ضمنا و لم يقوم باى محاولة للتصرف وحده كان امرك قبل امرى








و كان طلبك قبل طلبى











نجى قلبى باعجوبة من بين براثن ذلك المارد الكامن فى عقلى و هدأ نسبيا و قال نعم هو خطاى و احاول ان انساه و لا اقدر









فر القلب بسرعة البرق الى مكانه ليعاود ممارسة عمله التقليدى وساعة المعصم تشير الى نصف دقيقة









بقينا وحدنا ننظر الى عيون بعض مجلدات و مراجع قد لا تستطيع ان تحوى ذلك الحديث الذى تحدثناه و توقف العقل ساكنا و خرج منه ابشع مخاوفى










المارد الكامن










لست ادرى اين مكانه بين ثنايا العقل توقف على مقربة منى ملتشحا بالسواد و لا شئ غيره قال لى






لماذا











قلت و بكل بساطة لو انى اخطات فانا بشر و الحكمة منك انت الا تجعلى اقع فى الخطأ مرة اخرى

و لكن ليس من العدل ان تسلب حق قد اعطيته من ذى سلطان و جبروت لايقارنان باى شئ

و بدا السواد فى ان يقل ببطء شديد ساعة المعصم تشير الى مرور دقيقة و نصف












سالنى اسئلة كتيرة بعينه

ردته عليها بلسان حالى ان كل شئ وارد و الخلاف طبيعى و لكن كل الخطأ ان اتنازل على

كنز رائع او لولوة مكنونة لمجرد انى غاضب او انى عصبى او انى اى شئ اخر

فلو انا المشكلة فيك فالاجدر لك ان تساعدنى بدل من تلقى بى الى حتفى و لو ان المشكلة فى الطرف الاخر فاصبر فان الاخيار من سيماهم مراجعة انفسهم











و سقط منهارا قائلا لا لا انا من اخطأ انا السبب

قلت له و لماذا قال لانى لا انسى قلت له انا نسيت لماذا لا تنسى نظر الى




فاستطردت











من الغباء كل الغباء ان تفقد ما تملك فى سبيل ما فقدت و من شدة الغباء ان تفقد لولوة مكنونة فى سبيل ارض مستوية كانت اطلالا و بلا فائدة














و سقط تماما من الانهيار و لم ينطق و قلت له ان الطريقة الوحيدة لكى تصلح ما افسدته هى ان تضعنى على الطريق الصحيح مرة اخرى










و لتترك الباقى على الله ثم على انا










نظر لى متعجبا محدثا نفسها اى شخص هذا لقد هزمنى هزيمة نكراء فى سبيل ذلك القلب الذى لا عمل له الا ان يدق كدقات ساعة رتيبة












ولكن مهلا ان معه كل الحق

ثم انتفض واقفا شامخا ناظرا الى فى عيني








ان الشدائد تصنع الرجال و لقد احتملت قبلا شدائد بسببى اما الان فلن اعوق لك طريقا بعد الان و ثق بانى ساساعدك و اساعد ذلك الاحمق فنظر له القلب و كاد ان يصرخ فيه لولا انى هدات الموقف









و انطلق ذلك المارد الى كهفه السرى الذى لا اعلم له مكانا محددا داخل عقلى المسكين و الذى بدا فجأة يعمل و بكل قواه










و لما هممت من الخروج من القاعة نطق ذلك المارد هيا اذان الفجر الى الجامع و سيرا على الاقدام رغم ذلك الجو القارص و فورا







و بدا القلب يمد الدماء الى الاطراف التى سوف تتعرض الى ذلك البرد القارص












وانتقلت ابتسامة عريضة الى شفتى تعلن عن الرضا بما حدث و ايضا بالامل فى ان تنصلح الامور و تعود الامور الى مجراها










قليل من يمتلك شجاعة الاعتذار و ندرة من يستخدمونها فكن انت منهم












و ظلت تلك العبارة تدوى فى راسى و التى اطلقها المارد بكل قواه و القلب يخفق ليعلن موافقته على هذا الامر











و نظرت فى ساعة المعصم نعم دقيقتين و خمس و عشرون ثانية





يالها من محاكمة قصيرة فى وقتها و لكن الله وحده يعلم ما استنفذت من قوتى و طاقتى لكى انتصر و كان لابد لى من النصر بامر الله




و لنفس السبب كى لا افقد ما امتلك و افخر و اعتز بانى امتلكه







و نزلت الى الشارع وانطلق ذلك المارد ينسى كل ما نسيته داخل عقلى مندفعا يعمل بكامل قواه و طاقته و القلب يمده بالدماء ليساعده على العمل






و انا اقف متعجبا بينهما هذا ما اردت و الحمدلله على ذلك










و لم انسى لحظة انتصرت فيها على مارد










مارد كامن داخل عقل مكدود










انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــت










بصراحة انا مرتاح جدا من انى كتبت اللى كنت شاعر بيه







يارب الامور ترجع زى الاول و احسن





ادعوا معايا




4 comments:

فوكيره said...

سعيده بنصرك ... وايضا باتفاقيه التعاون الكامل بينك وبين عقلك وقلبك
اتفاقيه اطلقت عليها لقب الاستقرار

همسه صغيره قبل ان اذهب : لا تتوقف عن التدوين فمن الظلم ان يتوقف امثالك عنه

هايله الصياغه يا محمد

تحياتى
اختك goose

MohammedSaleh said...

شكرا يا جوسى على تعليقك

و ان شاء الله فى مواضيع تانية كتير هبقى انزلها بس انتى تبعى المدونة و ان شاء الله هتعجبك

همسة شذا said...
This comment has been removed by the author.
beroo said...

جميل انك تعمل لقاء بين قلبك وعقلك بس متجيش علي حد فيهم انت مدوناتك جميله المهم انك متبطلش تكتب ابدا لانك من المبدعين