Friday, July 6, 2007

الساعة العتيقة





انتصف الليل

عدت الى دارى سيرا مسافة طويلة قطعتها على اقدامى فاحسست بالارهاق


ارتميت على فراشى كى تستكين تلك الالام فى قدمى و لكن هيهات


تذكر انى لم اصلى فقمت و خلعت ملبسى و توضأت و جلست على كرسى فى بهو المنزل


اديت فرضى و دعوت ربى و حفظنى لسانى و اطمن فوادى

انتهيت من الصلاة و نظرت الى بهو المنزل فاطلعه لاول مرة كانى غريب جاء الى حيث جنة لم يراها من قبل


كانت الاضاءة خافتة نوعا ما


كان امامى على الحائط لوحة تمثل اناء من الفاكهة و التى انعكست عليها اضواء الظلام فاعتطها منظرا ساحرا

و تلك الساعة العتيقة التى لا تهمد تشير الى الوقت دوما و ابدا كانت تصر ان تعلن عن نفسها كل ساعة لتذكرك بان قد نقص من عمرك ساعة فاستغفر الله

و اصوات الاطفال باسفل الشارع و هم يتنازعون و يصرخون و يضحكون و يبكون

و الاناس الذين اتوا من كل صوب و حدب هاربين من جدارن سجن القيظ الى حيث الهواء الطلق البارد الذى يثلج الصدور و يزكى النفوس و يبرد الهموم و يطيب القلوب

كانت كل تلك الاصوات تعطى لوحة مرسومة بادق التفاصيل و تصر دقات الساعة على ان تعلن نفسها

فى صراع مرير و كالعادة ينتهى الصراع عندما تزداد و تتقدم دقات الساعة فيهرب الناس الى بيوتهم و تنام الاطفال



و تبقى دقات الساعة الى ابد الدهر تعلن عن نفسها


كل المعركة حامية الوطيس كنت اشعر بانى ما بين العالمين عالم اليقظة و عالم الاحلام حيث كل شئ ممكن و كل شئ مباح


كان اعلى كتفى نافذة و كانت مفتوحة على مصرعيها و تعتبر هى مسئولة تلك المعركة و التى دائما و ابدا تنتهى لصالح الساعة العتيقة


فهممت ان اغلقها كى اريح و استريح


فلمحت ضيئ اتيا من اعلى الافق و كانت السماء صافية فقد ترى نجما يولد او اخر يموت


كان القمر و كان فوقى كنت انظر اليه كمن ينظر الى صفحة اللبن


كان شديد البياض لم يكن مكتمل و اتيت غيمة من حيث لا ادرى و قد غطته الا جزءا


فاكنى رايت شبح ابتسامة و توجهت مقلتى الى الساعة فرايتها تركض ركض الحملان من الذئب


توقفت مدهوشا ما للقمر و تلك الساعة


و استمرت الغيمة تغطى القمر حتى غطته كله و هنا ولاول مرة

اعلنت الساعة العتيقة هزيمتها و توقفت تلك الدقات التى تعلن عن نفسها فلقد فهمت الان ان تلك الاضاءة الخافتة التى كانت فى البهو ما هى


الا ضوء القمر


مديت ذراعى و حركت تلك الغيمة فانطلق اشعة القمر تغمر الكون و تضيف عليه جمالا و بهاءا


و ذهبت الى تلك الساعة و نزعتها من الحائط


فنظرت اليها فمازلت مهزومة مدحورة

فغيرت لها حجرها فعدت الدقات تعلن عن نفسها من جديد و استمر الصراع



ذهبت فاغلقت النافذة فعد الصمت الرتيب يرسم لوحته الخاصة و تسللت اشعة القمر على استحياء الى البهو


و ليست ادرى لماذا لم انتبه مطلقا الى ان الصمت قد طعم لوحته


بدقات تلك الساعة العتيقة


فزعت فجأة و ادركت انى قد غفيت بضع دقائق و كانت اشعة القمر بالفعل تغمر البهو


و نظرت من النافذة فرايت تلك المعركة المحتدمة بين اصناف البشر


ولكن بالفعل لم ادرك و لم الحظ انى فزعت على تلك الدقات الرهيبة



دقات الساعة العتيقة




Saturday, April 14, 2007

؟؟؟؟

اعتذر عن عدم الكتابة فى مدونتى منذ فترة طويلة

و اعتقد انى سوف انقطع عنها لانشغالى بظروف دراستى خاصة بعد تطبيق العديد من القرارت الجديدة التى تتطلب مجهودا مضاعفا


و اتمنى من الله ان يوفقنى و زملائى و اصحابى و معارفى فى امتحاناتهم



اعتذر ايضا عن عدم استجابتى على هاتفى لانه جاب شبكة و كونتكتور و بحاجة الى فترة اصلاح تقرب من 15 يوما


و ايضا اسال الله العظيم الرحمة و المغفرة لشهداء المدينة الحزينة مدينة بورسعيد زملائى بكلية التربية النوعية


و لا اراكم الله مكروها فى عزيز لديكم



و انا لله و انا اليه راجعون



Saturday, March 10, 2007

رسالة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
ابنتي . . .
اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . . في هذه الليلة سيظللك سقف غريب في بيت رجل غريب.
في هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف في بيتي فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء. و قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة في حياتي ، فاليوم يغيب عن عينىّ وجه ابنتي ، ليشرق في بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة خيره من شره. اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلموني ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابني الآن ، و أن ما يعذبني هذه الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض قلبي في هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا. و صدقيني يا بنيتي إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمري في إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره في سبيل إسعادك.

ابنتي . . .
في هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم أجاوز الحاضر و أجابه المستقبل و أتمثلك واقفة أمامي تقولين زوجي يضايقني يا أبى فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم منى بك ، و الله غفور رحيم .
و الآن . . دعينى أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التي يحسب الرجل أنها توفر له السعادة في بيته الزوجي.
الرجل يا صغيرتي يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح ، حتى و لو لم يكن ثريا قط، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك و حسن تصرفك و الرجل يفلذة كبدي يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصي على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة .
و الرجل يا قرة عينى يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم ، فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال .
و بعد . . يا بنيتي . . إذا ثار زوجك فاحتضني ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوى خطأه بالصبر ، و إذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض . . و لا تنسى يا عمري أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر و الياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس أبيك ، إن لم تحافظي على شرفك له دون سواه .
بنيتي . . .
كوني له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، و كوني له مهادا يكن لك عمادا . و احفظي سمعه و عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا . . . و كوني كما نظم شاعر لزوجته قائلا :
خذي منى العفو تستديمي مودتي * و لا تنطقي في ثورتي حين أغضب

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبي و القلوب تقلـــــــــــب



و أخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه و أن يستقر لكما كل حبي .


والدك




منقول للامانة الالكترونية

Friday, February 23, 2007

الحكيم

لم اذكر اى يوم كان و لا اذكر الى اين تشير عقارب الساعة



كل ما اذكره هو احساسى المبهم الغامض و الذى حاولت مرارا ان افهمه فلم افلح




شعرت انى واقف موقف العجز و لربى انه لابشع تعذيب اتعرض له على يد اعظم خبير و هذا الخبير هو



نفسى




توضات و صليت فرضى و شعرت بثقل يجسم على صدرى و انا اعرف الحل السحرى نعم



كتاب الله



فتحت فقراءت فاستدركت فذكرت فاطمن فوادى و هدا عقلى و استكان منى سمعى و بصرى



و رقدت فى سريرى و ذكرت رب العباد فاتانى النوم على استحياء و كانه يلعن نفسه الف لمرة لانه قطع ذكرى لله




انسان عادى انا انسان ذو عيوب انا انسان يتمنى انا انسان مكافح انا



انسان يتمنى الحب انا



نمت و كانى لا اعرف النوم من ذى قبل



استيقظت و لكنى لم اكن بسريرى كنت فى مكان باهر الحسن و الجمال



كل شئ متكامل و كل شئ فى موضعه كان بهو واسع ارضيته من الرخام الاسود و اعمدة من البياض لونها و سقف ذو نقوش و بياض يسرق الالباب



و اثناء انبهارى بالمكان و الذى كانت هناك نافورة جميلة تبعث اصوات تكاد تكون احلى من احلى ما قد تسمع فى حياتك



لم الحظ العرش و ذلك الشخص الابيض الوجه و الملامح و اللحية الجالس فوقه و يرتدى ثوبا ابيضا فضفاضا


تبسم فى وجهى لما رايته و قالى لى تقدم لا تخف انا حكيم الزمان



اقتربت بحذر متخوفا من ما ارى و قال لى اجلس و اعلم ان هذا بيت اللاكذب و اللانفاق و اللارياء



انه بيت الحق




اخبرنى ما تشعر فقلت له بالسعادة من جمال المكان فارتج على قائلا قلت لا كذب



انت حزين من ذلك الشعور المبهم الغامض و اسمع منى نصيحتى انسى هذا الشعور تماما



استرديت الوعى و انفجرت طاقات عقلى و ازداد انخفاق قلبى و تحفزت كلى خلايا جسدى و حواسى و كادت عينى ان تقتله من نظراتها



فاجبت فى استنكار انسى فقال نعم تنسى



فاحبت بكل برود الكون أمخبول انت يارجل فانطلق الشرر من عينه و توقف شعر راسه الابيض و وقف من على عرشه و دق الارض بعصا كانت فى يسراه لم الحظها سالفا و قال


انا حكيم الزمان أتتهمنى بالجنون اى مجنون انت



قلت له بل اى مجنون انت


قلت له انا اعلم ذلك الشعور و اعلم انى فى ابتلاء الان من ربى أاصبر و استحق ام استسلم و هذا ليس من شيمتى


جلس و قال لى فى استخفاف اذن فاسرد علي



قلت له ذلك حب لانسانة عرفت معنى النقاء اذا طلبت اطاعت و اذا اخطأت سامحت و اذا تحدثت سمعت و اذا نهيت اعرضت



روح ما وجدت مثلها الان و لن تجد مثلها بعد الان



قال الحكيم بعدما اهتزت ثقته كتيرا



ماذا تريد منها



قلت الصبر و المساعدة



فسال و ماذا تريد ان تسمع منها



قلت كلمة ((نحم)) و احفظنى يحفظك الله




فسال و ماذ تريد ان ترى منها



قلت كل خير و ان تعيننى على الخير




فسال و ماذا تتمنى منها




قلت الثقة و ان ترضى عنى و ان تكون اهلا للمسئولية و انا تكون معينتى على
دينى و دنياى



فسال و ماذا تطلب منها


العفو و الغفران اذا اخطأت فى حقها و ان تطلب المساعدة منى اذا ما احتاجت لها



و ماذا تتمنى فى الدنيا


قلت ان اقضى مدتى فى طاعة ربى و ان تعيننى على هذا


و ماذا تتمنى فى الاخرة


قلت لو دلخت الجنة اتمنى ان تتشكى منى الحور العين الى ربى



فتعجب من قولى و نظر لى متعجبا



قلت الاتعلم ان زوجة الدنيا تاتى احلى من الحور العين و تلهينى عن الجنة و نعيمها



فقال بلى



قلت و هى فى نظرى احلى من اى شئ فى الدنيا




فما بالك و هى فى الجنة





بدات الارضية السوداء تتلون باللون الابيض و بدا اللون يزحف من تحت اقدامى و بدا الرجل و كانما سيصاب بازمة قلبية او سكتة مخية و بدات معالم التعب و الالم تظهر عليه



و قال كيف هذا


قلت له لو انى اخدت ادور فى الكون كله على قدمى باحثا عن انثى بها واحد من المليار منها ما وجدت



كانت القاضية




سقط الرجل ارضا و انتشر اللون الابيض فى الارضية السوداء كانتشار سم زعاف فى دماء الضحية



وقال لم ارى فى حياتى مثل هذا من انت



قلت له



انا خليفة الله فى ارضه






انشتر فجأة لون ابيض عمى بصرى و اغلقت عينى حتى لا اتضرر



و سمعت صوتا ينادى يا بنى قد منحك الله مالم يمنحه احد فحافظ عليه و لاتقرب المعاصى و استغفر الله و داوم على فروضك و اطلب من الله فانه قريب منك و اقرب من حبل الوريد




و ابتسم فلقد هزمت حكيم الزمان بقلبك الذى لا يعرف الغش و لا الخديعة


و هزمت حكيم الزمان بقلبك العامر بالايمان و ان كان فى بعض الوقت يختفى ظاهرا ولكنه موجود و هذا القلب ايضا ملئ بجبها فهنيئا لك


و لاتنسى


ان الله مع الصابرين





و فجأة استيقظت من نومى و لم ادر ان هذا حلما و لم استطيع ان اتبين وجه ذلك المنادى نظرت فى الساعة و اشارت العقارب الى بزوغ الفجر



و تردد الصوت فى عقلى


ذكر الله القران الصلاة الدعاء



اكرمك الله



انتقلت ابتسامة عظيمة الى وجهى و قلت الحمد لله



و انطلقت من السرير الى الحمام فى سرعة يكاد يلهت معها الضوء نفسه توضأت وصليت و دعوت و انا موقن بالاجابة




واتمنى من كل اعماق قلبى ان يستجيب الله دعوتى





و تذكرت تلك اللحظة التى هزمت فيها الحكيم



حكيم الزمان












Wednesday, February 14, 2007

شكرا

شكرا



اوردتنى المهالك



شكرا



دمرتنى مرة و كدت ان تدمر حياتى



شكرا




جعلتنى فى مواقف شتى شرها اضعاف خيرها




شكرا




حيرتنى و تشغلى معاك عقلى




شكرا




صرعتنى بحروف من الهجاء




شكرا




انت تنطق شرا او تصمت




شكرا



خٌلقت لوظائف شتى فتابى و تذكر سوء الخلق



شكرا



تذكر الله قليلا و تذكر السوء كثيرا



شكرا



جعلتها تبكى و تحزن و جعلت القلب مريرا



شكرا



ابقيتى على الشر كثيرا و طاوعتنى فى الخير قليلا



شكرا





لو كان الامر بيدى لقتلك و لكن امرك بيد ربى




و على اى حال





شكرا





شكرا لسانى





Saturday, February 10, 2007

هـــــــــــــــــــى

نعم ما زلت اتذكر و لسوف اتذكر الا ان ياتينى اليقين بامر الله



كنت واقفا مع احد اصدقائى المعدودين نتحدث فى امور شتى من امور الحياة كنا واقفين بجواره و كان هو يجرى و كنا نتحدث و نتمنى ان نقف بجواره و لكنه يابى ان يقف واستمر فى اندفاعه كالسيل



اخذنا نسير محاولين اللحاق به و لكن هيهات فلا احد استطاع ان يلحق به من قبل




و اثناء محاولة اللحاق به استاذن صاحبى الى لقاء و بقيت وحدى واقفا امامه و بدات افكر





أالحق به ام ان عناء التجربة و المحاولة قد لا يجدى بشئ




و استقر رايى على ان اسير بجواره لعلى استطيع تحقيق ما تصبو اليه نفسى خاصة و انى بقيت وحيدا بعدما ان استذن صاحبى



و اثناء سيرى توقفت فجاة مندهشا من المنظر الخلاب الذى وقعت عليه عينى بالصدفة و اندفع سيل الذكريات الى عقلى وانتقلت ابتسامة الى فمى عندما تذكرت نعم ذكرى بالنسبة لى احلى من المنظر الذى سلب لبى و عقد لسانى و سرق منى السمع و البصر





نعم كانت ذكرى رائعة تذكرتها





هى





و لا استطيع ان اصفها فهى لا توصف و لا استطيع ان اتكلم عنها فهى فى قلبى



نعم قلبى


حارسها الامين و خادمها المطيع





اعطاها مقاليد حكمى




فرفضت و قالت





كلا انى انثى




اجتاحنى شعور لا استطيع وصفه






احس قلبى بالامان و استكان عقلى للاختيار و وافقت الاعضاء بالاجماع




و بقيت عينى حزينة باكية لانها لا تراه




و قال لى عقلى اصبر




ان الله مع الصابرين




قلت نعم ساصبر





فمثلها لن اجده فى الكون كله نعم




هى




لولوة مكنونة






هدأ اندفاعه فجأة و حاول ان يتوقف بجوارى ليسمع منى ولوكلمة عنه




و طلب منى ان اجرى بجواره كى اقص له عنها






و لكن هيهات






انتقلت ابتسامة كبيرة الى فمى







هى لى و ليست لك




و تابعت سيرى و انا اتذكر و اتذكر وهو مندفع يتمنى ان يسمع منى كلمة واحدة




و اندفع نهر النيل فى قاهرة المعز





فى ذلك المشهد الاسطورى له ليلا












يبكى و يصرخ من الالم





فلقد كان يتمنى ان يعرف





فقط يعرف





هى






انتهـــــــــــــــــــــــــــــت




Friday, February 9, 2007

مارد كامن

جلست انتظر فى لهفة و الوقت يمر بابطئ اشكاله اذان الفجر كى استطيع ان اخرج من المنزل فى تلك الساعة من جوف الليل






نعم كانت ليلة عصيبة كانت اخر ما اتمنى ان اراه يحدث و لكنه القدر و قد حدث



لم اتصور ان الخلاف بيننا قد يقوم لكنى احسست ان فى الامر ما شئ خطأ








راجعت الامور و استرجعت الافكار و لكن تبين لى شئ هام شئ رفضت دوما ان اعترف به








لم اعد قادرا على استخدام عقلى كما ينبغى على ان استخدمه لم اعد استطيع ان احل المشاكل كما اعتدت سابقا لم استطيع ان افعل اكثر مما فعلت سابقا


و لهذا توقف التفكير تماما بالرغم منى و استكنت فى هدوء و للحظة لم اتوقعها انقلبت مقادير الامور ووقف عقلى منى موقف المحقق و سالنى









الست انت سببا لم انا اعانيه الست انت سببا فى فقدى لقدرتى الست انت سببا لمعاناتى








و استمر يسال الى درجة انى احتاج الى جريدة كى تحوى نصفها و نظرت فى ساعة معصمى كانت الساعة تشير الى مرور ثلاث ثوان








يالهى ما هذا الوحش الكامن داخل عقولنا







و لشدة عجرى و ذلى امامه لم ارد






و بدا هو يتولى مقاليد الامور و كاد قلبى ان يتوقف ذلك الذى اكاد احيا بسببه و بسبب وجوده








و لشدة ما مارسه عقلى من ضغط على قلبى طلب منى قلبى الرحمة لاجيبه على اسئلته و نظرت ايضا فى ساعة معصمى سبع ثوان اخرى و بحسبة منطقية سليمة سافقد نصف اجهزتى الحيوية فى غضون دقيقة لو لم اجبه







رفعت راسى المنكس من على كتفى و استند ظهرى الى الحائط و قامت باعتى ما استطيع من قوة و من مقدرة و طلب منى اجابة صريحة و كان قلبى يلفظ انفاسه الاخيرة






و اجبته و كلى فخر و بكل هدوء







انا احب





نظر لى باستهجان و استنكار شديدين و متعجبا من ردى الذى طالما اخفيته

و لكن الوقت لا يسمح الان بمثل هذه الالعاب






و كما تعلمت سابقا






المواجهة المباشرة هى اقصر الطرق للنصر







و هذا هو ما استقر عليه رايى لما جاوبته







لم يتوقع تلك الصراحة المباشرة و التى اربكته و حاول ان يعيد حساباته حينما قلت




و هذه هى وظيفة قلبى و لا يحق لك ان تقتله لمجرد انه قد سلبك قدرتك بعض الوقت و بدا عقلى محاولا التاثير على ليذكرنى بفشل قريب كان ايضا نتيجة قلبى و هنا انفجرت ضاحكا و لم اتمالك نفسى من الضحك و لما هدات سالنى لما اضحك و قد اموت الان











قلت له لانك انت اخطات اولا و ليس انا و هذا المسكين بين يديك نفذ ما اتفقنا عليه ضمنا و لم يقوم باى محاولة للتصرف وحده كان امرك قبل امرى








و كان طلبك قبل طلبى











نجى قلبى باعجوبة من بين براثن ذلك المارد الكامن فى عقلى و هدأ نسبيا و قال نعم هو خطاى و احاول ان انساه و لا اقدر









فر القلب بسرعة البرق الى مكانه ليعاود ممارسة عمله التقليدى وساعة المعصم تشير الى نصف دقيقة









بقينا وحدنا ننظر الى عيون بعض مجلدات و مراجع قد لا تستطيع ان تحوى ذلك الحديث الذى تحدثناه و توقف العقل ساكنا و خرج منه ابشع مخاوفى










المارد الكامن










لست ادرى اين مكانه بين ثنايا العقل توقف على مقربة منى ملتشحا بالسواد و لا شئ غيره قال لى






لماذا











قلت و بكل بساطة لو انى اخطات فانا بشر و الحكمة منك انت الا تجعلى اقع فى الخطأ مرة اخرى

و لكن ليس من العدل ان تسلب حق قد اعطيته من ذى سلطان و جبروت لايقارنان باى شئ

و بدا السواد فى ان يقل ببطء شديد ساعة المعصم تشير الى مرور دقيقة و نصف












سالنى اسئلة كتيرة بعينه

ردته عليها بلسان حالى ان كل شئ وارد و الخلاف طبيعى و لكن كل الخطأ ان اتنازل على

كنز رائع او لولوة مكنونة لمجرد انى غاضب او انى عصبى او انى اى شئ اخر

فلو انا المشكلة فيك فالاجدر لك ان تساعدنى بدل من تلقى بى الى حتفى و لو ان المشكلة فى الطرف الاخر فاصبر فان الاخيار من سيماهم مراجعة انفسهم











و سقط منهارا قائلا لا لا انا من اخطأ انا السبب

قلت له و لماذا قال لانى لا انسى قلت له انا نسيت لماذا لا تنسى نظر الى




فاستطردت











من الغباء كل الغباء ان تفقد ما تملك فى سبيل ما فقدت و من شدة الغباء ان تفقد لولوة مكنونة فى سبيل ارض مستوية كانت اطلالا و بلا فائدة














و سقط تماما من الانهيار و لم ينطق و قلت له ان الطريقة الوحيدة لكى تصلح ما افسدته هى ان تضعنى على الطريق الصحيح مرة اخرى










و لتترك الباقى على الله ثم على انا










نظر لى متعجبا محدثا نفسها اى شخص هذا لقد هزمنى هزيمة نكراء فى سبيل ذلك القلب الذى لا عمل له الا ان يدق كدقات ساعة رتيبة












ولكن مهلا ان معه كل الحق

ثم انتفض واقفا شامخا ناظرا الى فى عيني








ان الشدائد تصنع الرجال و لقد احتملت قبلا شدائد بسببى اما الان فلن اعوق لك طريقا بعد الان و ثق بانى ساساعدك و اساعد ذلك الاحمق فنظر له القلب و كاد ان يصرخ فيه لولا انى هدات الموقف









و انطلق ذلك المارد الى كهفه السرى الذى لا اعلم له مكانا محددا داخل عقلى المسكين و الذى بدا فجأة يعمل و بكل قواه










و لما هممت من الخروج من القاعة نطق ذلك المارد هيا اذان الفجر الى الجامع و سيرا على الاقدام رغم ذلك الجو القارص و فورا







و بدا القلب يمد الدماء الى الاطراف التى سوف تتعرض الى ذلك البرد القارص












وانتقلت ابتسامة عريضة الى شفتى تعلن عن الرضا بما حدث و ايضا بالامل فى ان تنصلح الامور و تعود الامور الى مجراها










قليل من يمتلك شجاعة الاعتذار و ندرة من يستخدمونها فكن انت منهم












و ظلت تلك العبارة تدوى فى راسى و التى اطلقها المارد بكل قواه و القلب يخفق ليعلن موافقته على هذا الامر











و نظرت فى ساعة المعصم نعم دقيقتين و خمس و عشرون ثانية





يالها من محاكمة قصيرة فى وقتها و لكن الله وحده يعلم ما استنفذت من قوتى و طاقتى لكى انتصر و كان لابد لى من النصر بامر الله




و لنفس السبب كى لا افقد ما امتلك و افخر و اعتز بانى امتلكه







و نزلت الى الشارع وانطلق ذلك المارد ينسى كل ما نسيته داخل عقلى مندفعا يعمل بكامل قواه و طاقته و القلب يمده بالدماء ليساعده على العمل






و انا اقف متعجبا بينهما هذا ما اردت و الحمدلله على ذلك










و لم انسى لحظة انتصرت فيها على مارد










مارد كامن داخل عقل مكدود










انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــت










بصراحة انا مرتاح جدا من انى كتبت اللى كنت شاعر بيه







يارب الامور ترجع زى الاول و احسن





ادعوا معايا