Friday, July 6, 2007

الساعة العتيقة





انتصف الليل

عدت الى دارى سيرا مسافة طويلة قطعتها على اقدامى فاحسست بالارهاق


ارتميت على فراشى كى تستكين تلك الالام فى قدمى و لكن هيهات


تذكر انى لم اصلى فقمت و خلعت ملبسى و توضأت و جلست على كرسى فى بهو المنزل


اديت فرضى و دعوت ربى و حفظنى لسانى و اطمن فوادى

انتهيت من الصلاة و نظرت الى بهو المنزل فاطلعه لاول مرة كانى غريب جاء الى حيث جنة لم يراها من قبل


كانت الاضاءة خافتة نوعا ما


كان امامى على الحائط لوحة تمثل اناء من الفاكهة و التى انعكست عليها اضواء الظلام فاعتطها منظرا ساحرا

و تلك الساعة العتيقة التى لا تهمد تشير الى الوقت دوما و ابدا كانت تصر ان تعلن عن نفسها كل ساعة لتذكرك بان قد نقص من عمرك ساعة فاستغفر الله

و اصوات الاطفال باسفل الشارع و هم يتنازعون و يصرخون و يضحكون و يبكون

و الاناس الذين اتوا من كل صوب و حدب هاربين من جدارن سجن القيظ الى حيث الهواء الطلق البارد الذى يثلج الصدور و يزكى النفوس و يبرد الهموم و يطيب القلوب

كانت كل تلك الاصوات تعطى لوحة مرسومة بادق التفاصيل و تصر دقات الساعة على ان تعلن نفسها

فى صراع مرير و كالعادة ينتهى الصراع عندما تزداد و تتقدم دقات الساعة فيهرب الناس الى بيوتهم و تنام الاطفال



و تبقى دقات الساعة الى ابد الدهر تعلن عن نفسها


كل المعركة حامية الوطيس كنت اشعر بانى ما بين العالمين عالم اليقظة و عالم الاحلام حيث كل شئ ممكن و كل شئ مباح


كان اعلى كتفى نافذة و كانت مفتوحة على مصرعيها و تعتبر هى مسئولة تلك المعركة و التى دائما و ابدا تنتهى لصالح الساعة العتيقة


فهممت ان اغلقها كى اريح و استريح


فلمحت ضيئ اتيا من اعلى الافق و كانت السماء صافية فقد ترى نجما يولد او اخر يموت


كان القمر و كان فوقى كنت انظر اليه كمن ينظر الى صفحة اللبن


كان شديد البياض لم يكن مكتمل و اتيت غيمة من حيث لا ادرى و قد غطته الا جزءا


فاكنى رايت شبح ابتسامة و توجهت مقلتى الى الساعة فرايتها تركض ركض الحملان من الذئب


توقفت مدهوشا ما للقمر و تلك الساعة


و استمرت الغيمة تغطى القمر حتى غطته كله و هنا ولاول مرة

اعلنت الساعة العتيقة هزيمتها و توقفت تلك الدقات التى تعلن عن نفسها فلقد فهمت الان ان تلك الاضاءة الخافتة التى كانت فى البهو ما هى


الا ضوء القمر


مديت ذراعى و حركت تلك الغيمة فانطلق اشعة القمر تغمر الكون و تضيف عليه جمالا و بهاءا


و ذهبت الى تلك الساعة و نزعتها من الحائط


فنظرت اليها فمازلت مهزومة مدحورة

فغيرت لها حجرها فعدت الدقات تعلن عن نفسها من جديد و استمر الصراع



ذهبت فاغلقت النافذة فعد الصمت الرتيب يرسم لوحته الخاصة و تسللت اشعة القمر على استحياء الى البهو


و ليست ادرى لماذا لم انتبه مطلقا الى ان الصمت قد طعم لوحته


بدقات تلك الساعة العتيقة


فزعت فجأة و ادركت انى قد غفيت بضع دقائق و كانت اشعة القمر بالفعل تغمر البهو


و نظرت من النافذة فرايت تلك المعركة المحتدمة بين اصناف البشر


ولكن بالفعل لم ادرك و لم الحظ انى فزعت على تلك الدقات الرهيبة



دقات الساعة العتيقة




6 comments:

beroo said...

اسلوبك في الكتابه جميل جدا
دي اول مره ازور مدونتك وسعيده بالزياره دي وياريت تشرفني

حسام مراد said...

بعد السلام عليكم

احب اسلم عليك الاولوارحب بيك يا ابن بلدى

اسلوبك شغال اوى وجميل
دى زيارتى الاولى ليك
وان شاء الله يا باشا مش هاتكون الاخيره
تحياتى ليك
وكل سنه وانت طيب
ورمضان كريم
شغال

Love & Friendship,this is my life said...

اسلوب جميل وكلمات حقيقى معبرة
كل سنة وانت طيب وعيد سعيد ان شاء الله

gogo we bas said...

تلك الساعة العتيقة التى لا تهمد تشير الى الوقت دوما و ابدا كانت تصر ان تعلن عن نفسها كل ساعة لتذكرك بان قد نقص من عمرك ساعة فاستغفر الله


جزاك الله خير

احلى ماكتبت

فوكيره said...

بقالك كتير اووى اوووى

مكتبتش يا زيرو

انت نسيت المدونه ولا ايه ...؟؟

فوكيره said...

يعنى حتقفل المدونه على كده ...

خلااااص ....؟؟؟؟