Saturday, March 10, 2007

رسالة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
ابنتي . . .
اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . . في هذه الليلة سيظللك سقف غريب في بيت رجل غريب.
في هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف في بيتي فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذي يفوح منه عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء. و قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة في حياتي ، فاليوم يغيب عن عينىّ وجه ابنتي ، ليشرق في بيت الرجل الغريب الذي لا أعرفه حق المعرفة خيره من شره. اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلموني ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابني الآن ، و أن ما يعذبني هذه الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض قلبي في هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا. و صدقيني يا بنيتي إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمري في إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره في سبيل إسعادك.

ابنتي . . .
في هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم أجاوز الحاضر و أجابه المستقبل و أتمثلك واقفة أمامي تقولين زوجي يضايقني يا أبى فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم منى بك ، و الله غفور رحيم .
و الآن . . دعينى أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التي يحسب الرجل أنها توفر له السعادة في بيته الزوجي.
الرجل يا صغيرتي يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح ، حتى و لو لم يكن ثريا قط، فلا تحطمي فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك و حسن تصرفك و الرجل يفلذة كبدي يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصي على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة .
و الرجل يا قرة عينى يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم ، فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال .
و بعد . . يا بنيتي . . إذا ثار زوجك فاحتضني ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوى خطأه بالصبر ، و إذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض . . و لا تنسى يا عمري أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر و الياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس أبيك ، إن لم تحافظي على شرفك له دون سواه .
بنيتي . . .
كوني له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، و كوني له مهادا يكن لك عمادا . و احفظي سمعه و عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا . . . و كوني كما نظم شاعر لزوجته قائلا :
خذي منى العفو تستديمي مودتي * و لا تنطقي في ثورتي حين أغضب

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبي و القلوب تقلـــــــــــب



و أخيرا أسأل ربى أن يرعاك برضاه و أن يستقر لكما كل حبي .


والدك




منقول للامانة الالكترونية

2 comments:

همسة شذا said...

السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سعيده بج د أنه هينفع أرد عليك أخيرا

وللعلم دي رابع مره أقرأ فيها الرساله

بجد جميل الإنتقاء يا محمد حسيت بجد إن الاب بيحب بنته أوي بكل معنى الكلمه ومقصرش في حقها
وكمان عرفت احساس بابا يم ما أختي اتوكلت
قصدي اتجوزت
ياريت بجد كل أب وكل زوج يشوفوا الرساله دي

الرساله دي شامله أطراف كتير
مش طرف واحد بس

وأسأل ربي أن يرعاك ويوفقك

وكمان استمر في الكتابه

تحياتي

تــسنيـم said...

رائعة جدا تلك الرسالة .. أكثر ما شدني فيها هذا السطر:

و صدقيني يا بنيتي إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمري في إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره في سبيل إسعادك


تحياتي